مفهوم المسؤولية الاجتماعية

مفهوم المسؤولية الاجتماعية أصبح يتردد على مسامعنا كثيرا في السنوات الاخيرة على ألسنة العديد من المثقفين والسياسيين والمفكرين وناشطوا المجتمع المدني ، وكثيرا ما يُطرق هذا المفهوم بكافة وسائل الاعلام ، ولكن ملامح هذا المفهوم لم تتحدد أو تتبلور بصورة واضحة في اذهان البعض من مردديه او مستمعيه ، ولذا ينبغي علينا توضيح ماهية المسؤولية الإجتماعية ، لترسيخ هذا المفهوم لدى أفراد المجتمع.

و المسؤولية الاجتماعية هي نظرية أخلاقية ، بأن أي كيان، سواء كان منظمة أو فرداً، يقع على عاتقه العمل لمصلحة المجتمع ككل. وأيضاً هي أمر يجب على كل منظمة أو فرد القيام به للحفاظ على التوازن ما بين الاقتصاد و النظام البيئي (أو النظام الإكولوجي) والاجتماعي .

فالمسؤولية الاجتماعية هي أمر لا يختص بمنظمات الأعمال فقط بل شأن كل فرد تؤثر أفعاله على البيئة. هذه المسؤولية يمكن أن تكون سلبية، عبر الامتناع عن الانخراط في افعال ضارة ، أو ايجابية من خلال القيام بأفعال تحقق أهداف المجتمع بشكل مباشر.

والمسؤولية الاجتماعية ليست وليدة اليوم بل هي ثقافة اصيلة في الإسلام ، وحث عليها نبينا محمد صل الله عليه وسلم بقوله ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ) .

والمسؤولية في الإسلام ، تعني أن المسلم المكلف مسؤول عن كل شيء جعل الشرع له سلطانًا عليه أو قدرة على التصرف فيه بأي وجه من الوجوه ، سواء كانت مسؤولية شخصية فردية أم مسؤولية متعددة جماعية.

وانطلاقا من دورنا في نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية وتعزيز تطبيقاتها في الوطن سوف نلقي الضوء على كل ما يخص المسؤولية الإجتماعية قدر المستطاع لنشر الوعي لكافة أفراد المجتمع عن ماهيتها وأهدافها وأنواعها وكيفية تطبيقها ، وماهي المعوقات التي يمكن أن تقف حائلاً دون تطبيقها .

ويعتبر الهدف الرئيس من طرح هذا الموضوع ، هو النهوض بواقع المسؤولية الاجتماعية في مجتمعنا العربي ، وطرح الوسائل والسبل التي من شأنها إعادة مفهومها إلى الواقع التطبيقي ، وهو لا شك إن الوعي بمفهومها مُهمة جسيمة، تتطلب تضافر الجهود ، والعمل بإخلاص ، والصبر في سبيل ذلك ، والنظرة التفاؤلية لمستقبل أفضل ولو على مدى بعيد.
ونستطلع آراء نخبة من المختصين والمستشارين ، والأكاديميين ، حول هذا الموضوع من جوانب متعددة سواء من الجانب الفردي او المؤسسي.

 

للمسؤولية المجتمعية مفهوم متعدد المجالات فعند تناول مفهوم المسؤولية لغةً : هي الأعمال التي يكون الإنسان مطالباً بها .

أما اصطلاحاً : هي المقدرة على أن يلزم الإنسان نفسه أولاً ، والقدرة على أن يفي ذلك بالتزامه بواسطة جهوده.
وعند القول بالمسؤولية المجتمعية أي مسئولية الانسان امام خالقه أولاً وما تنعكس عليه أمام المجتمع ثانياً.
حيث يكون الانسان مسئول عن تصرفاته وملزم بكل ما ينتج عنها. والتزامه بقوانين المجتمع وعاداته وتقاليده. كما ذكرت أيضاً أن المسؤولية الاجتماعية مختلفة وهي كالتالي:

١- مسؤولية اجتماعية دينية:
وهي تعني التزام المرء بأوامر الله عز وجل واجتناب نواهيه وعلى المجتمع تطبيق العقوبة على كل من يخالف اتباع أوامر الله عز جلاله.

٢- المسؤولية الاجتماعية الاخلاقية:
وهي تعني مسؤولية المجتمع في تربية الفرد ، والتي تبدأ من تربية الوالدين للطفل وتعزيز الأخلاق الحميدة وتنميتها لخلق جيل ناشئ كريم الأخلاق.
فكل طفل ينشأ على ما عوده المربي في صغره فالتربية في الصغر كالنقش على الحجر.

٣- المسؤولية الاجتماعية التعليمية:
وهي مسؤولية المجتمع في توفير التعليم ونشره بين أفراد المجتمع وتنمية قيم المسؤولية المجتمعية لدى طلاب المرحلة الثانوية والجامعية للقضاء على الجهل لما في ذلك من رفع قيمة الفرد وما ينعكس على مجتمعه اقتصادياً.

٤- المسؤولية الاجتماعية المهنية:
وهي مسؤولية المجتمع في توفير مجالات العمل المختلفة للشباب حسب المؤهلات التعليمية التي يحملونها. وما يعود ذلك من رفع اقتصاد الدولة.

ويمكن ملاحظة المسؤولية المجتمعية في المجتمع من خلال مسئولية كل فرد من أفراد المجتمع نحو المجتمع الذي يعيش فيه من حيث الالتزام بقوانين المجتمع المفروضة، ومدى تعاون الفرد مع المجتمع والمساهمة في رفع الاقتصاد.
ويتضح هدف المسؤولية الاجتماعية من مسؤولية كل فرد من أفراد المجتمع في إصلاح المجتمع في شتى المجالات سواء الدينية ، الاقتصادية ، الاجتماعية ، السياسية..الخ

فعلى كل فرد مسلم ناضج تحقيق الهدف السامي من وجوده على هذه الدنيا بعبادة الله عز وجل، وتكوين مجتمع يخلوا من الجهل.
_______

مفهوم المسؤولية الاجتماعية أعمق وأشمل من كوّنه القيام بأعمال تطوعية أو مساعدة الآخرين او التبرع بالمال للجمعيات او الأفراد بل هو منهج او سلوك ينتهجه الفرد او المنظمة. في سبيل القيام بواجباته تجاه نفسه وتجاه المجتمع الذي ينتمي اليه بكل مكوناته ، فهو ببساطه ( ممارسة المواطنة الحقه ). فمتى شعر الفرد او المنظمة بهذا الامر فإنه سوف يقوم بواجبة البيئي والاجتماعي والاقتصادي ؛ وهذه الثلاث المحاور الرئيسيّة التي يقوم عليها مفهوم المسؤولية الاجتماعية.

مفهوم المسؤولية الاجتماعية :

المسؤولية الاجتماعية من خلال ارتباطها بالمواطنة: بأنها “الأساس الأخلاقي الذي تستند إلية المواطنة، وهى التي تدفع المواطنين إلى تبنى مفهومات إيجابية، وإلى ممارسات سلوكية تتصف بالاندماج في الحياة الاجتماعية والسياسية، والوعي بأهمية هذا الاندماج. وتتحدد مسئوليات الأفراد والجماعات وفقاً للأدوار التي يقومون بها، والتي تحددها التوقعات المتبادلة المرتبطة بقيم المجتمع ومعاييره”

وأيضاً” المسؤولية الاجتماعية Social Responsibility هي وعي وممارسة الافراد والمجتمعات والقطاعات الحكومية والخاصة بالواجبات الإنسانية والبيئية والاستمرار في الدور الذي يؤديه ويقوم به تجاه المجتمع والصالح العام ويتحمل نتائجها، لتعود علية في صورة حقوق يستفاد منها هذا الجيل والحفاظ على حق الاجيال القادمة “.

إيجابيات المسؤولية الاجتماعية :

المسؤولية الاجتماعية هى قلب للمدافعة البيئية والحفاظ على الانسان والبيئية
المسئولية الاجتماعية للفرد تعكس توازن بين التكوين البيولوجي للإنسان والتكوين الاجتماعي يؤكد ذلك امتلاك الإنسان للعقل المدرك والقادر على إدراك المسئولية.
المسؤولية الاجتماعية هي المساواة والتمكين لا تختلف بين المجتمع، جميع البشر لديهم مسئوليات تجاه مجتمعاتهم .
للمسؤولية الاجتماعية دوائر تبدأ من مسؤولية الفرد في نطاق الأسرة وحتى مسئولية الفرد في العالم، وإذا تأملنا هذه القضية فسوف نجد أن اتساع المسؤولية للفرد يتضافر مع اتساع مساحة التفاعل الاجتماعي وذلك يجعل اهتمامه بقضايا البيئية والحفاظ عليها امر حتمي لديهم .
إن للمسؤولية الاجتماعية بنية تتأسس عبر التوازن بين الحقوق والواجبات، وإذا كانت الواجبات هي لزوميات متوقعة من الفرد الذي يتدرج حتى الآخر العام، في مقابل ذلك فإننا نجد أن من حق الفرد على المجتمع أن يحصل على الفرص التي تتيح له إشباع حاجاته الأساسية، وفي هذا الإطار فإننا نجد كلما تحقق التوازن بين الحقوق والواجبات كلما قوي ارتباط الفرد بمجتمعه وتأكد انتمائه له، أما إذا اهتز التوازن بين الحقوق والواجبات في مقابل الضغط على الفرد وحرمانه من حقوقه فإن ذلك يؤدي إلى حالة من الاسترخاء وتقل الارادة ويضعف الانتماء.
يشكل الوازع الأخلاقي بعداً أساسياً في تنمية المسؤولية الاجتماعية ذلك لأنه يشكل الضمير الداخلي الذي يدفعه إلى السلوك، وهو أداة من أدوات الجزاء في حالة التقصير، كما أنه يساهم في تطابق أداء الفرد لأدواره التي تعكس وفائه بمسؤوليته الاجتماعية تطابقاً مع توقعات الآخر .

ومن جانب أخر فإن المسؤولية الاجتماعية للشركات مفهوماً حديثاً في المجتمع العربي ومع ذلك أصبحت حالياً من الاولويات في قطاع الاعمال ،وهذا ما ألاحظة بحكم تخصص المؤسسه بهذا المجال من الطلبات التي تأتينا من كبري الشركات من طلبات استشارات اداريه وتصميم برامج اجتماعيه وإعداد استراتيجيات ، وهذا توجه جميل من الشركات في المملكة العربية السعوديه لأنها وجدت في تطبيق المسؤولية الاجتماعية فوائد عديدة فيما يتعلق بالسمعة الحسنه والتسهيلات وإنتاجيه العاملين وهذه كلها فوائد تستفيد منها الشركات اولا ثم المجتمع للمساهمة في التنمية المستدامة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top